تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

السؤال
يقول : لا شك – والحمد لله – أن هذه البلاد تأثرت بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – ورَزَقه من ذريته من يسير على طريقته ، ومن الملاحظ أن الناس إذا كلمتهم عن أمور العقيدة وعما يفعلونه من مخالفات قالوا : عقيدتنا سليمة . فهل لنا أن نبرأ منهم ؟ وهل الولاء والبراء من أمور التوحيد ؟ وكيف يكون التوحيد سليمًا ، ونحن نجد أن معظم المؤسسات والناس يقربون الكفار والبوذيين والنصارى ويبعدون أهل الإسلام ؟
الاجابة

 الولاء والبراء هما معنى كلمة التوحيد ، إن حقيقة كلمة التوحيد هو الولاء والبراء ، ولقد سأل رجل من طلاب العلم الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن رحمه الله : هل الولاء والبراء من لوازم كلمة التوحيد ، أم هو أمر خارج عنها ؟ فقال : وا أسفا على العلم الذي عندك ، ألا تعرف مكانة الولاء والبراء من دين الله ، إن الولاء والبراء هو قولك : لا إله إلا الله محمد رسول الله . فكلمة التوحيد هي الولاء والبراء ، قال – جل وعلا – في سورة الزخرف : ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ * وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [ الزخرف : 26 – 28 ] .فالكلمة التي جعلها إبراهيم – عليه السلام – باقية في عقبه هي كلمة التوحيد ، كلمة لا إله إلا الله ، وتفسيرها قوله : ﴿ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ ﴾ . أي براء من المعبودات ومن الشرك والكفر ، وولائي لله ولدينه ولتوحيده ، الولاء والبراء معناه الحب والبغض ، ومن فقده فقد فقد الإسلام ، فالواجب على المسلم أن يبرأ من الشرك ، بمعنى أن يُبْغِض الشرك ، وأن يُوالِيَ التوحيد ، بمعنى يُحب التوحيد ، وأن يبرأ مما يعبده المشركون ، بمعنى يُبْغِض المعبودات التي تعبد من دون الله كما قال في قوله : ﴿ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ ﴾ . أي مبغض للذي تعبدون ، ﴿ إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي ﴾ أي خلقني فإنني غير متبرئ منه ولكني محب .

 إذن الولاء هو محبة لله ، والبراء هو بغض للآلهة ، فمحبة الإسلام أمر واجب وكذلك بغض الشرك ، فمن لم يحب الإسلام فإنه ليس على التوحيد ، ومن أحب الإسلام وأحب الشرك فإنه قد خرم ولاءه وبراءه ، ثم بعد ذلك محبة أهل الإسلام وبغض أهل الشرك وهذه واجبة ، فتركها معصية ، ولكنه ليس قَادِحًا في التوحيد ، والمقصود ببغض أهل الشرك يعني أعيان المشركين ، وهذا فيه تفصيل ، وقد يطول الحديث عنه .

فالمقصود أن تضبط الولاء والبراء الذي تَرْكُه كفر ، فالولاء محبة الإسلام ومحبة الله ، والبراء الذي هو مقابله بغض الشرك وبغض معبودات المشركين ، فمن لم يأت بهذا القدر من الولاء والبراء فليس بمسلم ؛ لأنه بذلك يكون ناقضًا لأصل الولاء والبراء ، وما بعد ذلك مما ذكره السائل فيه تفصيل ، فالذي يأتي بالمشركين ويأتي بالكفار ويقربهم هذا صاحب معصية ؛ لأن الواجب عليه أن يوالي في الله وأن يعادي في الله ، وإذا كان المُقَرِّب لهؤلاء لا يحب الشرك ومعبودات المشركين ، وإنما يقربهم لنفع أو نحو ذلك ، فهذه معصية من المعاصي ، فإذا تبع ذلك مَوَدَّة لهم ونحو ذلك وكان ذلك لغير مصلحة شرعية ، فإن ذلك معصية ، والمسألة فيها تفصيل .

تغريدات الموقع